ماهر فرغلي: العدوي ليس مفتيًا.. وفتاواه عن المتحف المصري الكبير أشعلت التطرف على السوشيال ميديا
في زحمة الجدل المحتدم حول خطاب الكراهية والتشدد، عاد اسم الشيخ مصطفى العدوي إلى واجهة السجال الديني والإعلامي، بعد أن فجرت فتواه الأخيرة الخاصة بتكفير فرعون وعدم التشبه بملابس الفراعنة، موجة غـ ـضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتهت بتدخل رسمي وقرار بالقبض عليه.
الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة ماهر فرغلي وصف الأزمة بأنها "القشة التي قصمت ظهر البعير"، مؤكدا أن العدوي ليس مفتيا رسميا، بل واحدا من رموز التشدد الذين غذوا بيئة التطرف الفكري في المجتمع، قائلا: "كلام العدوي المتشدد هو الذي يشجع الشباب على الانغلاق والتطرف، إذ يقدّم فقها جامدا بعيدا عن روح العصر والاعتدال".
وأار فرغلي خلال بث مباشر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن الشيخ العدوي يمتلك سجلا طويلا من الفتاوى التي وصفها بـ"الرجعية والمثيرة للجدل"، بدءا من آرائه في المعاملات البنكية والزواج، مرورا بموقفه من الفن والآثار، وصولا إلى فتاوى تحريم الحجاب أو فرض النقاب وغيرها من القضايا التي أثارت انقساما داخل المجتمع.
وأضاف فرغلي، أن الأزمة تتجاوز شخص العدوي إلى المدرسة السلفية التي ينتمي إليها، موضحًا أنها مدرسة تنظر إلى التاريخ والآثار بمنظار ضيق، فتعتبرها "ركازًا من الأرض لا يجوز تعظيمه"، وكأنها تنكر على الحضارة حقها في الوجود.
ويرى الباحث أن هذه الرؤية "تعبّر عن فكرٍ سلفي متحجر لا يدرك اتساع الفقه الإسلامي وتنوع مدارسه"، مشددًا على أن استمرار هذا الخطاب يُعيد إنتاج بيئة فكرية خصبة للتطرف والعزلة.
واختتم فرغلي حديثه قائلًا: "المجتمع بحاجة إلى تجديد ديني حقيقي، يُفرّق بين الفقيه والمُفتي، وبين النص والاجتهاد، فالإسلام لم يكن يومًا دينَ تحريم، بل رسالةَ حياة وعقلٍ ونور."





